في كل وطنٍ مجيد، يسطع نجم رجالٍ استثنائيين يُثبتون أن المجد لا يُكتب بالكلمات، بل يُصنع بالمواقف الصادقة والعمل المخلص. يُقال إن الرجال يُعرفون بمواقفهم، والحق يُعرف بأهله، ومن نعم الله على الإنسان أن يرزقه في دربه من يمدّه بالعون، ويمنحه الدعم والنصيحة، ويشجّعه على مواصلة طريق النجاح والعطاء.

هؤلاء هم أبناء الوطن الأوفياء، الذين يسخّرون علمهم وخبراتهم في خدمة وطنهم، مؤمنين بأن رفعة البلاد مسؤولية وشرف. ومن حسن الحظ أن يلتقي المرء بأحد أولئك النجباء الذين يجمعون بين الفكر المستنير والخلق الرفيع، كما هو الحال مع سعادة المستشار الدكتور محمد بن عبدالعزيز المدرع القحطاني، الذي يجسد في شخصه معاني القيادة والحكمة والولاء للوطن.
منذ اللقاء الأول، يلفت الانتباه بحضوره المميز وهيبته الهادئة؛ حديثه منظم، ورأيه متزن، وعطاؤه لا تحده حدود. جمع بين عمق المعرفة القانونية وسعة الأفق الإنساني، وبين التواضع في التعامل والحزم في الموقف. رجل قانون من طرازٍ فريد، لا يدخر جهدًا في نصرة الحق أو تقديم المشورة، أينما وُجد كان عنوانًا للثقة والنزاهة.
عرفته الأوساط القانونية والإدارية مثالًا للانضباط والدقة والتميّز، كما عرفه زملاؤه وأصدقاؤه رمزًا للأخلاق الرفيعة والعلاقات الطيبة، يجمع الناس حوله بودّه ورقيّ تعامله. يمدّ يد العون بصمت، ويترك أثره بعمله قبل كلماته.
إنه نموذج مضيء في مسيرة الوطن، يختصر في سيرته معاني الإخلاص والتفاني. فكم نحتاج إلى مثل هذه الشخصيات التي تبني ولا تهدم، وتعمل بصمت من أجل رفعة بلادنا الغالية، وتغرس القيم في كل محفلٍ وموقع.
ختامًا، يبقى الشكر والعرفان واجبًا لكل من جعل من العطاء منهجًا ومن الإخلاص طريقًا، وفي مقدمتهم المستشار الدكتور محمد بن عبدالعزيز المدرع القحطاني، أحد النماذج الوطنية التي نفخر بها، والتي تجسّد صورة المواطن المسؤول الذي يخدم وطنه بفكره وقلبه وضميره.
حفظه الله ووفقه وسدده في كل خطواته، وبارك في عطائه الدائم لوطنٍ يستحق كل الوفاء.



