د.حسام درويش
مصر، أرض الفراعنة وملتقى الحضارات، تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، بفضل ما تمتلكه من تاريخ عريق، طبيعة ساحرة، وبنية تحتية سياحية متطورة ومع ذلك ورغم كل هذه المقومات لا تزال مصر تفتقر إلى حدث سياحي عالمي على غرار المعارض الكبرى مثل معرض برلين السياحي (ITB) أو معرض سوق السفر العربي (ATM) وهي معارض كنت شاهدا على فعالياتها عن كثب خلال رحلاتي المهنية حول العالم.

منذ عام 1997، وأنا أعمل في مجال السياحة و التسويق السياحي التقليدي و الالكتروني وكنت أحد أوائل المؤسسين لهذا المجال على المستوى العالمي سافرت إلى أكثر من 70 دولة وزرت المعارض السياحية الأهم في العالم في ألمانيا لندن فرنسا إيطاليا اسبانيا، تايلاند، الصين ماليزيا و دبي ورأيت كيف تسهم هذه الفعاليات في دعم وتنشيط السياحة بشكل غير مسبوق. كثيرًا ما أفكر خبير تسويق سياحي:

لماذا مصر، بكل هذه الإمكانيات والمقومات الفريدة تعجز حتى الآن عن تنظيم معرض سياحي دولي عالمي بمعني الكلمة يستقطب جميع المهتمين بالسياحة حول العالم؟
وتستضاف فيه كل شركات السياحة في العالم كلة .

لماذا تحتاج مصر إلى معرض سياحي سنوي؟
المعارض السياحية ليست مجرد فعاليات عابرة بل هي أدوات تسويقية قوية تؤثر بشكل مباشر على حركة السياحة والاستثمار. ولدى مصر فرصة ذهبية لتنظيم معرض سنوي يمكن أن يسهم في:
- تعزيز مكانة مصر عالميا
يمكن للمعرض أن يصبح حدثا سنويا يجذب أنظار العالم إلى السياحة المصرية ويؤكد أنها ليست فقط وجهة سياحية تقليدية بل قوة رائدة في مجال السفر والضيافة.
- جذب الاستثمارات السياحية
يمكن أن يكون المعرض منصة لعقد صفقات جديدة مع شركات السياحة والفنادق والمستثمرين، مما يفتح آفاقا لمشاريع ضخمة تعزز الاقتصاد المصري.
- تنشيط السياحة الداخلية والخارجية
من خلال التفاعل المباشر مع وكلاء السفر العالميين، يمكن لمصر تعزيز حجوزاتها السياحية وزيادة تدفق السياح من أسواق جديدة.
- الترويج للسياحة الرقمية والتكنولوجية
التحول الرقمي أصبح ضروريا في السياحة الحديثة، والمعرض يمكن أن يكون مساحة لعرض أحدث الابتكارات، مثل الحجوزات الإلكترونية، الواقع الافتراضي (VR) والذكاء الاصطناعي (AI) في تحسين تجربة السياح.

تمويل المعرض من ميزانية هيئة تنشيط السياحة:
يمكن لمصر تمويل هذا الحدث من جزء من ميزانية هيئة تنشيط السياحة بحيث يتم إعادة توجيه بعض الموارد من الحملات التقليدية إلى حدث مستدام يحقق نتائج طويلة المدى. فالإنفاق على الإعلانات وحده ليس كافيا، بينما يمكن لمعرض دولي أن يحقق تأثيرا تسويقيًا أكبر من أي حملة ترويجية قصيرة المدى.

الفوائد الترويجية لهذا المعرض:
- تسويق مباشر لمصر أمام كبرى شركات السياحة العالمية.
- تحقيق تغطية إعلامية ضخمة، محليا ودوليا من خلال الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
- إبراز السياحة البديلة مثل السياحة البيئية و العلاجيةو والمغامرات.
- إبرام اتفاقيات جديدة مع منظمي الرحلات مما يضمن تدفق مستدام للسياح على مدار العام.
- إظهار مصر كقوة سياحية رائدة في العصر الرقمي.
الخاتمة:
كمتخصص في السياحة و التسويق السياحي وأحد رواد السياحة الإلكترونية منذ 1997 وبعد أن زرت أكثر من 70 دولة وشاركت في أهم المعارض السياحية العالمية، أرى أن الوقت قد حان لتتحول مصر من دولة تمتلك إمكانيات سياحية هائلة إلى دولة تحدد معايير السياحة العالمية معرض سياحي سنوي في مصر ليس رفاهية بل ضرورة استراتيجية ستعيد رسم خريطة السياحة في المنطقة وتجعل من مصر مركزا عالميا لصناعة السفر والسياحة.
دكتورحسامدرويش