محمد كارا
الرياض:
على مشارف الرياض العاصمة، تلك المدينة الحديثة، المفعمة بالتقنية والرفاهية والمباني الفارهة، تحتفظ ذاكرة السعوديين والعالم بمكانة خاصة للدرعية العريقة، مهد الدولة السعودية الأولى، التي يحتفل السعوديون بذكرى تأسيسها هذه الأيام، والتي تضم أحد معالم التراث العالمي، حسب تصنيف منظمة اليونيسكو، وهو “حي الطريف” الذي تم بناؤه في العام 1744م، وضمَّ أول مركز حكم للدولة، ووُصف بأنه من أكبر المدن الطينية في العالم.
578 عامًا هو عمر تلك الأيقونة التي تأسست في العام 1446م، لتصبح فيما بعد عاصمة الدولة السعودية الأولى، التي وضع الإمام محمد بن سعود بذرتها الأولى عام 1727م، وأسسها رسميا عام 1744م. ورغم مرور كل تلك القرون، لازالت الدرعية تثير اهتمام عشاق التاريخ والسياحة التراثية، وتحظى بمقومات سياحية مميزة وفاخرة، كما لازالت تتصدر الوجهات السياحية وكثير من الفعاليات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها احتفالات يوم التأسيس، التي يستعد لها السعوديون هذه الأيام.
وتتيح احتفالات يوم التأسيس تجربة استثنائية للسياح والزوار لاستلهام تاريخ الدرعية العريق، والتجول بين معالمها ودروبها بأزياء يوم التأسيس السعودية المميزة، حيث تحتضن الدرعية عددا من المعالم العريقة مثل منطقة البجيري التاريخية، ومنطقة سمحان، وحي الطريف الذي يعد نافذة تاريخية لزائري الرياض، لمن أراد التعرف على أمجادها ومعالمها في زمن الدرعية القديم، وذلك من خلال عدد من المتاحف أبرزها متحف الدرعية الذي يقدم عرضاً لتاريخ وتطور الدولة السعودية الأولى، من خلال الأعمال الفنية والرسومات والنماذج والأفلام الوثائقية، ومتحف الخيل العربي والمتحف الحربي، وجامع الإمام محمد بن سعود “الجامع الكبير”.
وفي الجهة الشمالية الشرقية من حي الطريف يقع “قصر سلوى”، الذي شيّده الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود عام 1766م، ويعد من أهم المعالم التاريخية في عهد الدولة السعودية الأولى، حيث كان مقرا لحاكمها، وشهد على توحيد أرجاء الجزيرة العربية، ويعتبر منظومة معمارية متكاملة بوحداته السكنية والإدارية والحضارية والدينية، ويعكس أسلوب العمارة التقليدية المحلية آنذاك.
ومن حي الطريف يمكن الوصول إلى “حي البجيري” التاريخي، وهو يقع على الضفة الأخرى من وادي حنيفة، ويتميز حالياً بأماكن التنزه المفتوحة، والمراكز التجارية، والمقاهي، والمطاعم العالمية، التي تستقبل السياح والزوار في احتفالات يوم التأسيس بالحفاوة السعودية المعهودة، وبالأزياء التاريخية الخاصة بهذا اليوم، في كرنفال احتفالي مبهج، يمنح الجميع تجربة سياحية لا تنسى، عبر رحلة في ذاكرة الزمان والمكان.
وإلى جانب احتفالات يوم التأسيس يستمتع السياح وزوار المملكة هذه الأيام بالعديد من الفعاليات المشوّقة التي تزخر بها العاصمة الرياض ومناطق المملكة المختلفة، وذلك منذ أطلقت الهيئة السعودية للسياحة موسم شتاء السعودية، الذي يشمل هذا العام أكثر من 17 ألف فعالية متنوعة بين العديد من التجارب والخيارات التي تناسب الأطفال والشباب وكل أفراد العائلة.
وتأتي احتفالات يوم التأسيس وفعاليات الشتاء هذا العام في وقت أصبح فيه إصدار تأشيرات القدوم إلى المملكة أكثر سهولة ويسرا من أي وقت مضى، حيث توفر المملكة عددا من التأشيرات التي تتيح جميعها السياحة وحضور الفعاليات، وأداء العمرة والزيارة، والتجول في جميع أنحاء المملكة، وهي تأشيرة العمرة، وتأشيرة السياحة، وتأشيرة المرور، وتأشيرة الأهل والأصدقاء، مع تمكين مواطني 63 دولة من إصدار التأشيرة الالكترونية أو عند الوصول، بالإضافة للمقيمين بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وحاملي تأشيرات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشنغن، والمقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي. وبإمكان الراغبين في القدوم إلى المملكة، زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالتأشيرات في منصة “روح السعودية” https://www.visitsaudi.com/ar، للتعرف على التأشيرات المتاحة بعد إدخال المعلومات الأساسية.