من أهم المعالم الأثرية في الجزائر
1- قلعة بني حماد
تتمتع قلعة بني حمّاد بموقع استثنائي في الجزائر حيث إنّها تقع في منطقة جبليّة مطلّة كما وصفها موقع اليونيسكو للتراث العالمي، وتُعطي هذه القلعة لمحةً تاريخيّةً عن الحياة في إمبراطوريّة الحماديّين التي نشأت في الجزائر خلال القرن الحادي عشر؛ وقد قدَّمت هذه القلعة صورةً عن المدن الإسلاميّة المُحصَّنة في ذلك الوقت، كما أثّرت بشكل كبير في تطوُّر العمارة في الحضارات العربيّة اللاحقة. تقع قلعة بني حماد في شمال شرق ولاية المسيلة على بعد 30 كلم كانت عاصمة الحماديين الأول.إذا سافرت حوالي 21 ميلا جنوب شرق مسيلة ستجد قلعة بني حماد التي كانت أهم وأقوى مدن الإمبراطورية الحمادية التي بلغت أوجها في القرون 11 ب م. تقع هذه الآثار على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر وهي محاطة بجبال هدنا الجميلة التي تشكل خلفية ملائمة لهذا الكنز الأركيولوجي.
أدرجت اليونسكو قلعة بني حماد سنة 1980 في لائحة المواقع الأركيولوجية المهمة. أسفر بحث معمق للموقع للموقع على أنت المدينة بنيت في 1007 ب م وهدمت بعد 145 سنة في 1152.
إن ما يجعل هذه الآثار مهمة هو كونها تشكل نموذجا ممتازا للمدينة الإسلامية المحصنة كما أنها توفر معلومات أكثر من مثيلاتها.
بما أن هذه الآثار كانت مركزا للحضارة الحمادية فإن البنايات كانت أوسع وأكثر تعقيدا من تلك المتواجدة في مواقع أركيولوجية مماثلة ومن بين هذه البنايات نجد القصر الذي كان مشهورا آنذاك والذي يتكون من ثلاث بنايات موحدة ويعتبر شاهدا على المستوى آنذاك والذي يتكون من ثلاث بنايات نجد القصر الذي كان مشهورا آنذاك والذي يتكون من ثلاث بنايات موحدة ويعتبر شاهدا على المستوى الرفيع للمهارة الهندسية التي كان يتمتع بها الصناع والتي تعلموها من صفوة التجار الذين عاشوا في الإمارات الحمادية والذين أجبروا على الإنفاق لصالح الحاكم.
هناك بناية بارزة أخرى بهذا الموقع وهي المسجد الذي لا زال يعتبر لحد الآن الأوسع بالجزائر. كل مظاهر هذا الموقع الأركيولوجي تستحق المشاهدة والتعرف عليها لذلك حاول قدر المستطاع أن تكون قلعة بني حماد جزءا من مخطط سفرك للجزائر.
2- مدينة جميلة الأثرية
-مدينة جميلة الأثرية تأسَّست مدينة جميلة الأثرية بين عامي 96-98 ميلادي، خلال فترة حكم الإمبراطور الروماني نيرفا، وتضم بقايا مستوطنة رومانيّة قديمة، وتمتاز بأنها مبنيّة من مجموعة من المباني الرائعة وسط تضاريس جبليّة، حيثُ إنّ مبانيها مبنيّة بما يتلاءم مع المنطقة الجبليّة فيها، وغالباً كانت مدينة جميلة حينها مُستقرّاً لقاعدة عسكريّة، أمّا حاليّاً فتضم مجموعةً متنوِّعةً من المعالم الأثريّة الرومانيّة، أشهرها قوس كاراكالا، والمعابد، بالإضافة إلى المسرح الذي بناه الإمبراطور أنطونينوس بيوس. فيديو قد يعجبك: مدينة تيمقاد الأثرية نشأت مدينة تيمقاد في عام 100م في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، وقد سُميَّت قديماً باسم ثاموغاس، وكانت مستوطنةً عسكريّةً رومانيّة، ومن أبرز ما يُميِّز تيمقاد أنَّ جميع البيوت المبنية فيها قديماً كانت بنفس الحجم، وهذا دلالة على وجود المساواة بين جميع مواطني المدينة حينها، وحالياً تُعتبر تيمقاد إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو، ومن أبرز المعالم الأثريّة في تيمقاد: قوس تراجان الذي بُني في القرن الثاني الميلادي، والمسرح، ومجمَّع يتكوّن من 14 حمّام، ومكتبة، وبقايا المعابد والكنائس.
2 – المدينة الاثرية خميسة (سوق أهراس)
مدينة خميسة الأثرية تقع مدينة خميسة شمال شرق الجزائر، وهي مدينة أثريّة جميلة تعكس الحضارة الرومانيّة، فمن أهم الآثار الرومانيّة المشهورة فيها: المسرح الروماني والأقواس الرومانيّة، كما تمتاز مدينة خميسة أيضاً بجمال المناظر الطبيعيّة فيها، كالتلال الخلّابة المطلّة على المدينة بكاملها.
ويعود تاريخ تأسيسها إلى مطلع القرن الثاني في عهد الإمبراطور”تراجان” تقع المدينة الأثرية باتجاه القمم العليا للجبال وعلي مقربة من الأودية الثلاث مجردة، كبريت،الدنام،وهي على شكل مثلث .
تعتبر خميسة من أهم المدن الأثرية في الجزائر حيث تقع المدينة في أعلى هضبة متخذة شكل مثلث قاعدته متوجهة نحو الجنوب، وهذه الهضبة شديدة الانحدار،تعتبر المدينة ذات طابع نوميدي إذ كانت تقطنها قبيلة نوميدية تواجدت منذ القرن ق م ،وكان نظام تسييرها قبلي نوميدي ،وأستمر اسمها نسبة إلى القبيلة المعمرة وإن تواجد نقاشات مهداة إلى الآلهة “تانيت”لدليل على تواجد المدينة في عهد البونيقي، وعند استعمار الرومان لشمال إفريقيا بنيت المدينة الرومانية في عهد تراجان على أطلال المدينة النوميدية “تبرسق”فأطلق عليها الرومان اسم “تبرسق النوميدية”، نظرا لوجودها في نوميديا ، لكن صعوبة تضاريسها جعل طبوغرافية الموقع تنعكس سلبا على تخطيط المدينة وتوزيع معالمها .
فهي تختلف قليلا من المخطط النموذجي المتبع في إنشاء المدن الرومانية خاصة على مستوى الشارعين الأساسيين “الكاردو” ،”الديكامانوس”اللذان لا يتعاملان إلا في بدايتها،وتدعي خميسة المدينة ذات الساحتين العموميتين دليل على أن المدينة قد أحدث فيها تطورا اقتصاديا وسياسيا في القرن 11م ،وجعل هذا الساحة القديمة لا تتسع لجميع سكانها، فبنيت الساحة الجديدة إثر ارتقاء المدينة إلى بلدية ومن بين أثارها نجد زيادة إلى الساحتين العموميتين،كابتول،معابد،بازيليكا ،حمامات ،قوس النصر ذو عمودين، خزان المياه،بوابة تيفاش ، مسرح وهو أكبر المسارح الرومانية في الجزائر إذ يتسع لـ 7000شخص،منازل ،سوق ، القصر الكبير.
وعند احتلال المدينة من طرف البيزنطيين سنة 534م، بنيت المعالم الجديدة والتي تتمثل في: ،القلعة، الأبراج . و يشهد الفروم سطحا واسعا تقف به أعمدة عملاقة وجدت بالساحة المحكمة ودار المال ، كما يتواجد بها أيضا أثارا للمنازل والدكاكين والسوق .ويعتبر مسرح خميسة من أجمل و أكبر المسارح الرومانية في شمال إفريقيا يحتفض المسرح إلى اليوم بتفاصيل تصميمه إذ يتكون من مدرجات للمتفرجين وتسمي “كافيا أوركيسترا”منصات شرفية ومكبرات الصوت ،وتشتهر مدينة خميسة بكونها مركز وقوع إحدى أكبر المعارك في 24م التي خاضها البربر الأصليون بقيادة “تاكفاريناس”ضد جيوش هبون الرومانية.
[3] مدينة تيبازة الأثرية
تتميّز مدينة تيبازة بإطلالتها الرائعة على البحر، وتُعدّ من أشهر آثار الحضارة الرومانيّة في الجزائر، واحتلت مدينة تيبازة في الحضارة الرومانيّة أهميّةً تجاريّةً بشكل كبير ومُلفت، ووفقاً لموقع التراث العالمي لليونيسكو تمتاز تيبازة بتنوّع آثارها، إذ إنّها تضم آثاراً فينيقيّة، ورومانيّة، وبيزنطيّة، وباليوكريستية.
على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وغير بعيدٍ عن العاصمة الجزائر، تقع واحدةٌ من أجمل المدن الجزائرية، مدينة تيبازة، التي تنثر سواحلها عبق الجمال، وتعكس زرقة البحر، بينما تصطف غاباتها لترسم لوحات طبيعية ساحرة، أما في داخلها فتخفي المعالم الأثرية والتاريخية المنتصبة على ترابها تاريخاً طويلاً لمدينة جمعت بين طياتها مختلف الحضارات والحقبات التاريخية، من الفينيقيين إلى الرومان، ثم العثمانيين، والفرنسيين، أمّا الآن فقد تحولت بفضل ذلك إلى الوجهة السياحية الأبرز بالجزائر.
تاريخ مدينة تيبازة الممتد لأكثر من 26 قرناً وفقاً لمقالة علمية بعنوان “تيبازة: ثاريخ وآثار”، كانت المدينة في الأصل ميناءً ترسو فيه السفن الفينيقية في تنقلاتها بين مدينة إيكوزيوم (الجزائر) ويول (شرشال)، ثم سرعان ما بدأ هذا الميناء في التوسع حتى صار مدينة ذات أهمية كبيرة، وذلك بعد قيام الحضارة القرطاجية التي أسسها الفينيقيون في شمال إفريقيا، في الفترة ما بين القرن الـ5 إلى القرن الـ2 قبل الميلاد، والتي قام فيها بتطوير المدينة وتوسيعها، وأطلقوا عليها اسم تيبازة، الذي يعني الممر باللغة المحلية.
ثم صارت تيبازة إحدى مدن الدولة النوميدية، التي قامت بالجزائر بعد القرن الـ2 في عهد الملك يوغرطة، ثم شكلت رفقة مدينة يول نواة دولة موريتانيا القيصرية Maurétanie Césarienne، وهي الفترة التي شهدت بناء الضريح الملكي الموريتاني الضخم.
خلال فترة الاحتلال الروماني لشمال إفريقيا أصبحت تيبازة مستعمرة عسكرية، وأحد المحاور المسيحية الهامّة في شمال إفريقيا، واحتوت على مجمّع حضاري متكامل من المدرّجات والمسارح والأديرة وغيرها من المنشآت.
فقد حوّلها الإمبراطور كلوديس إلى مستعمرة عسكرية، وأحد مراكز الجيش الأوغسطيني فيما بعد، وذلك بغرض المساعدة على غزو ممالك موريتانيا الغنية.
ثم سرعان ما أصبحت مجمّعاً حضارياً للرومان، به المدارج والمسارح وغيرها من المنشآت الرومانية المميزة، وذلك بعدما قطنها قادة الجيش الروماني وكبار الأثرياء الرومان، وأطلق عليها اسم “كولونيا إيليا تيباسنسيس”، ووصل عدد سكانها إلى 20 ألف نسمة في القرن الرابع الميلادي، وفقاً للمؤرخ ستيفان غسيل.
وفي عام 430، تعرّضت تيبازة إلى التدمير على يد متمردين ومُخرّبين من سكان المنطقة، الذين ثاروا على الرومان موازاةً مع وصول قبائل الوندال إلى المنطقة، لكن أعاد البيزنطيون بناءَها بعد قرنٍ واحد فقط.