“
- قصر الذراع هو احد الأماكن المهجورة و الغامضة في العرق الغربي الكبير قرب تيميمون وهو دائري الشكل مبني بالحجارة بحيطان مضاعفة في قلب الصحراء.
“قصر الذراع” في قلب صحراء تيميمون هو جزء من سلسلة القصور ذات الشكل الدائري، تبدأ من منطقة قورارة و عاصمتها تيميمون Gourara” Timimoun” حتى منطقة تيديكلت “Tidikelt”، الشكل الدائري نموذج عمارة يتلائم مع حركة الرياح و بالتالي يجنب ذلك تآكل جدران القصر من جهة و تفادي دفنه بالرمال من جهة أخرى، تم بناؤه من قبل المرابطين في نهاية القرن السادس الهجري حوالي 1100 ميلادي في قلب العرق الغربي الكبير “كثبان رملية”، لذا فإن القصر ما هو إلا قلعة عسكرية ودفاعية بسبب موقعه الاستراتيجي على مفترق طرق تجارة القوافل ” أو كما كان يسمى ب : ” طريق الملح – la route du sel ” الواقع بين شمال إفريقيا و السودان الغربي “النيجر، مالي ، بوركينا فاسو، حتى السنغال”، و ما وجود غرف داخل القصر بدون سلالم إلا تأكيد على نموذج “البناء العسكري الدفاعي ” كما يوجد بمحيطه بئر ارتوازي غبر تحت الرمال.
ويقع قصر ذراع بين أولاد سعيد وقصر قدور بتميمون هو قصر أو قلعة تاريخيه، سبق وأن زاره فريق بحث أمريكى في الثمانينات للإجابة على بعض الأسئلة منها، كيف يشيد قصر أو قلعة فى قلب صحراء قاحلة تحيط بها الرمال من كل جانب، حيث اتصلوا بأشهر المرشدين في المنطقة وتوغلوا داخل العرق الغربي الكبير، وبعد قطعهم لبحر من الرمال وصلوا إلى قصر غريب معزول، غير معروف لدى سكان المنطقة، بعدها طلب الأمريكيون من المرشدين أن يتركوهم وشأنهم وألا يعودوا إليهم إلا بعد انقضاء أسبوع كامل، لا أحد يعرف كيف تم تحديد موقع القصر، فهؤلاء جاءوا في مهمة بحث ولكن ماذا وجدوا، وهو السؤال الذي يبقى مطروحا ولم يجب عليه محدثونا.
و قدر عمر القصر بألف سنة أو يزيد، والقصر يدل على أن المنطقة تاريخية مرت بها حضارات وأقوام يذكرهم التاريخ بما خلفوه، وهناك روايات تقول بأن القصر شيد من طرف أحد القبائل اليهودية التي قدمت إلى المنطقة بعد مطاردتهم من قبل الشيخ عبد الكريم المغيلي، الذي لحقهم من تلمسان إلى واد الساورة ثم إلى منطقة قورارة وتوات الكبرى.
وفي الطريق المؤدي إلى هذا المعلم التاريخي يرافقك صمت مطبق وسراب رهيب،كثبان رملية شاهقة ومساحات شاسعة من الأراضي التي لا تزال تنتظر من يستكشفها، خصوصا أنه في هذه البقعة من الأرض أماكن لم تطأها قدم بشر بعد.
“قصر ذراع ” يوحي بأجواء روايات ألف ليلة وليلة، أشبه ببناية فخمة تظهر كأنها من العدم في وسط العرق، وهو من حيث الموقع معزول عن العالم الخارجي، مع أنه يقع بين بلديتي أولاد سعيد وقصر قدور على مسافة لا تتجاوز الـ 30 كيلومتر، وبمجرد الوصول إلى القصر يأخذك انطباع غريب فالمكان ساحر،كيف تم تشييده ، ومن طرف من ؟ ولماذا ؟ عديد الأسئلة المتنوعة والمختلفة، إذ لم تصدر أي دراسات حول عمارة هذا الأثر في محاولة لاستجلاء ما حوله من غموض، فهو يفتقر إلى التوثيق التاريخي والفني، إذ تخلو جدرانه من أية نقوش، كما لا توجد في كتب تاريخ المنطقة أية إشارات واضحة لهذا القصر.
القليل من الأشخاص بالمنطقة الذين يعرفون القصر ليس بإمكانهم تقديم أي تفاصيل، سوى كونه قصر كانت تسكنه قبيلة يهودية، ولكن ما هو دور هذا القصر؟ قالوا مسرح أو مركز عسكري، وحتى سجن يقول البعض الآخر، فيما يذهب آخرون إلى وصف القصر بأنه حصن نظرا لطبيعة أسواره الدفاعية، وأماكن السهام واضحة في سوره الخارجي.
وفي هذا الصدد أوضح الأستاذ بن زيد محمد السام وهو باحث في التراث المحلي أن الحصن الكبير شيد من الحجر والطين بحيطان مضاعفة، وجاءت عمارته على هيئة دائرية الشكل، فالقصبات الدائرية الشكل،- تدل على أن سكانها ذات ديانة يهودية، تم بناؤها في مناطق معزولة بعيدا عن القصور التي شيدها المسلمون و التي تحتوي أسوارها على زوايا قائمة، يتكون القصر من الداخل من 3 طوابق لكن كلها هوت ولم يبق منها إلا ما يدل على أنها كانت موجودة، و استعملت سلالم للصعود إلى الطابق الأعلى، ويوجد به العديد من الغرف لم تكن متصلة ببعضها ولا توجد فيها أية نوافذ تطل على الخارج، والدخول إلى القصر يتم من باب واحدة، وأسواره يعلوها برج مراقبة بارتفاع 2 متر، هذا الحصن شاهد على فترة حروب مضت، ويتبين من خلال هذه الغرف والسراديب المنتشرة في القصر أنه كانت هناك حضارة إنسان مرت من هنا.