”
قام وفد الاتحاد العربي للإعلام السياحي بزيارة رسمية إلي ولاية سطيف الجزائرية – مملكة الحضارات بدعوة كريمة من الفيدرالية برئاسة عبد الوهاب بو فخاد مؤكدين أن مدينة سطيف أو مدينة “عين الفوارة” هي تلك الولاية الواقعة في الجهة الشماليّة الشرقيّة للجزائر العاصمة، في جبال الأطلس التلي، والتي تُشرف على هضبتي جبال مغرس وبابور، ممّا أعطاها طبيعة تسحر الأعين وتأسر القلب، كيف لا وهي التي تمكنت من المزج بين جمالها الطبيعي، وحضارتها الراسخة عبر التاريخ.
واشار ” وفد الاتحاد العربي للإعلام السياحي ” الي الداخل لمدينة الهضاب العليا والراغب في اكتشافها، سيجد صعوبة كبيرة في الانتقال من منطقة لمنطقة، ليس بسبب نقص وسائل النقل، وإنما بسبب تميز كل جهة عن الأخرى، وخطفها للعقول قبل القلوب، فالراغب في الغوص في عبق التاريخ سيعيش نشوة خاصة، وهو يتجول بين المناطق الأثرية التي تزخر بها مدينة “سيدي الخير”، والتي تعود لعصورٍ غابرةٍ من التاريخ، وتشهد على حضاراتِ من رحلوا جسديا، وتركوا خلفهم ذاك الإرث الراقي، على غرار الآثار الرومانيّة في كلٍّ من حديقة التسلية وصرح جميلة، وبعض الآثار التي تعود إلى العهد الفاطمي في كلٍ من منطقة إيكجان، بني عزيز، والمهدية، بالإضافة الى الآثار الإسلاميّة المتواجدة في منطقة قجال.
واضاف ” وفد الاتحاد العربي للإعلام السياحي ” : وسط المدينة، عبق من التاريخ القديم بديكور حضاري المتجول في وسط مدينة “ستيفيس” التي اشتقت تسميتها من التسمية البربرية “أزديف” والتي تعني التربة السوداء، لا بد له أولا من زيارة حديقة التسلية، التي تعج بعدد كبير من الأطفال والكبار سنويًا، وتُعد من أشهر الأماكن الترفيهية بمدينة سطيف، حيث تزداد الزيارات إليها من قِبل السُيّاح العرب والأجانب في خلال العطل السنوية والديني
وبعد مسيرة من المشي لا بد على زائر ولاية سطيف أن يروي عطشه، وهنا يظهر أمامه مباشرة المنبع الذي يتسابق الجميع ليسقى من مياهه العذبة المتدفقة من عروس القرون الوسطى على أربع جهات، الشامخة وسط المدينة، متحدية للأزمنة الغابرة، ببقائها قبلة السواح في الولاية، والمعروفة بإسم “عين الفوارة”، تلك المياه التي رافقتها عديد القصص والأساطير، على غرار أن كل شارب منها سيعود لزيارة المدينة مجددا، وتعود قصة نحتها إلى عام 1898، حيث صنع التمثال النحات الفرنسي الإيطالي الأصل فرنسيس سان فيدال، ليشارك به في المعرض العالمي للمنحوتات بمتحف اللوفر الفرنسي بمناسبة مرور 100 عام على بناء برج إيفل، وهناك شاهدها الحاكم العسكري الفرنسي لمدينة سطيف، وأعجبته، فنقلها إلى المدينة.
يُشكّل المتحف العمومي الوطني بمدينة سطيف، الواقع مقرُّه بشارع جيش التحرير الوطني، واحدًا من أهمّ المعالم التي تحاول النهوض بأعباء المحافظة على الذاكرة التاريخية للجزائر، وبحسب ما تُشير إليه الكثير من الدراسات، التي أُجريت حول تاريخ المتحف، فإنّ فكرة جمع التحف الأثرية بمدينة سطيف، ترجعُ إلى الفترة الاستعمارية، أي حوالي سنة 1896م، بحديقة الأمير عبد القادر، التي شكّلت نواة أول متحف في الهواء الطلق، بعدما ضمّت الحديقة بين جنباتها، أدوات أثرية مختلفة تعود إلى الفترة الرومانية، أهمُّها مجموعة من النقوش الجنائزية، والعديد من الأعمدة المصنوعة من مادة الحجر الكلسي، فضلا عن عدد من التيجان الكورنثية والدورية والأيونية.
تتمتّع سطيف بأهمية محلية كبيرة على الأصعدة التجارية والاقتصادية والتعليمية والسياحية، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي ووفرة المياه فيها وحرص سُكانها على إحياء الصناعات التقليدية اليدوية، إلى جانب احتوائها على عدد من الجامعات المرموقة التي تعقد الكثير من الفعاليات الثقافية والفكرية والفلسفية والأدبية سنوياً، فضلاً عن معالمها السياحية والأثرية والحضارية الخاصة بالكثير من الحضارات التي سكنتها وتعاقبت على أراضيها على مر العصور، كالحضارة الرومانية والإسلامية والأمازيغية وغيرها، وبفضل احتوائها على مطار دولي حيوي، تزورها سنوياً أعداد كبيرة من السياح الوافدين من مختلف المناطق حول العالم.
والجدير بالذكر أن مدينة سطيف بلدية تقع في الشمال الشرقي الجزائري، شرق العاصمة الجزائرية، (مدينة الجزائر)، بولاية سطيف، وهي مركز الولاية، وهي إحدى أهم ولايات الجزائر من حيث الكثافة السكانية، ومكانتها الاقتصادية، كما تعرف بنشاطاتها الثقافة المكثفة، والفعاليات الفكرية، والدينية، والفلسفية، وهي مدينة نظيفة، وجميلة، وتشتهر بسطيف العالي، عاصمة الهضاب العليا، مدينة عين الفوارة.
سطيف، سيتيفيس أو أزديف – التربة السوداء -عاصمة الهضاب العليا متعددة الواجهات وهي بمثابة نقطة عبور هامة تربط بين شرق البلاد وغربها. تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 300كلم، تتربع على مساحة هامة تقدر بـ 6549.64 كلم2 وترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 1100م، تجاورها ولايتي جيجل وبجاية من الشمال، ولايتي مسيلة وباتنة من الجنوب، ولاية ميلة من الشرق وولاية برج بوعريريج من الغرب تشمل 60 بلدية موزعة على 20 دائرة. كما تتميز عروس الهضاب العليا بديناميكية اقتصادية قوية تؤهلها لاستقطاب مختلف الاستثمارات بحكم موقعها الاستراتيجي وموروثها التاريخي والثقافي حيث كانت ومازالت ملتقي للحضارات الانسانية وارتبطت أرضها دوما بالعطاء.
مفهوم الاستثمار السياحي يتجسد في المشاريع التي يمكن انجازها داخل أو خارج مناطق التوسع السياحي في مجال الايواء، السفر، الاطعام أو الترفيه والتسلية مستحدثا في ذلك نشاطات جديدة وتوسيع قدرات المنتوج السياحي الذي يعمل على التنمية السياحية والاقتصادية على مستوى اقليم الولاية. وتعمل مديرية السياحة والصناعة التقليدية على مرافقة وتوجيه حاملي مشاريع الاستثمار السياحي سواء خلال فترة اعداد الملفات أو متابعة الأشغال خلال الانجاز للمراقبة وتذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها مع مختلف المصالح الادارية. يوجد على مستوى ولاية سطيف 109 مشروع مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب 9810 سرير باحتمال خلق 3952 منصب شغل .
تستقطب الولاية كل سنة عدد كبير من الزوار نظرا للمؤهلات السياحية العديدة والمتنوعة التي تزخر بها من مناطق جذب طبيعية، ثقافية، تجارية… أتاحت ظهور عدة أنواع من السياحة نذكر منها: السياحة الحموية بامتياز. – السياحة التاريخية والأثرية. – سياحة الأعمال. – السياحة الثقافية والدينية. – السياحة الترفيهية والجوارية (من خلال المساحات الخضراء، الحدائق والغابات، الجبال، الشلالات والبحيرات، حديقة التسلية). واحتضان الولاية لمؤهلات طبيعية وحموية هامة وكذا موروثها التاريخي والثقافي عزز وجهتها السياحية سواء على الصعيد الوطني أو العالمي.
المنتوج السياحي لولاية سطيف: ولاية سطيف كوجهة السياحية بامتياز تقترح حزمة أو مجموعة من المنتوجات السياحية استجابة لتطلعات زوار الكرام المتزايدة باستمرار و التي يمكنها أن تثمن المؤهلات و المقومات السياحية و الثقافية و التاريخية التي تزخر بها . فالمنتوج السياحي هو عبارة عن كل سلعة أو خدمة تدخل ضمن مقتنيات السائح أو الزائر اثناء جولته أو زيارته.
المنتوجات السياحية لولاية سطيف: خدمات الإيواء السياحي: يعد الايواء السياحي من أهم المنتوجات السياحية لولاية سطيف وعنصرا هام في تحديد واختيار الوجهة السياحية ولضمان جودة الخدمات السياحية وتماشيا مع متطلبات الزبائن والمعايير الدولية، تقدم ولاية سطيف عرض إيواء متنوع و ثري الى زوارها سواء من حيث جودة الخدمات المقدمة و كذلك من حيث تنافسية الأسعار حيث تتوفر ولاية سطيف على 89 فندق يوفر 6900 سرير ، مصنفة من 4 نجوم الى نجمة واحدة كما تتوفر الولاية على 07 بيوت للشباب بقدرة 400 سرير و 39 دور للشباب.
خدمات نقل المسافرين: من اهم و أكثر وسائل المواصلات استعمالا في مدينة سطيف و ذلك لكبر المدينة وكبرعدد سكانها، نجد الحافلات و تنقسم الى نوعين من الحافلات، حافلات خاصة الاكثر عدد، و كذا الحافلات الحكومية etusa.( سعر التذكرة 20 دج ) بالإضافة الى سيارات الأجرة و إمكانية كراء السيارات من وكالات خاصة او باستعمال تطبيق YASSIR على الجهاز النقال و الذي يقدم خدمات ذات جودة و بأسعار معقولة . بالإضافة الي محطة سكة الحديدية وكذا مطار 8 ماي 1945 الذي يبعد عن بلدية سطيف بحوالي 10 كلم و يتوفر على خدمات النقل البري كخطوط النقل بالحافلات وسيارات الأجرة
كما استفادت بلدية سطيف من طرامواي والذي يقدم خدمات في المستوى علي مدى حوالي 20 كلم داخل إقليم بلدية سطيف. خدمات وكالات السياحة والاسفار ، جمعيات ودواوين محلية للسياحة: تعرض وكالات السياحة و الأسفار المتواجدة بإقليم ولاية سطيف و التي يقدر عددها بـ 219 بالإضافة الى 15 جمعية سياحية باقة ثرية و متنوعة من المنتوجات السياحية بأسعار مدروسة و معقولة يمكن تلخيصها فيما يلي : المسالك السياحية : ان تنوع و تعدد المواقع السياحية الطبيعية و التاريخية و الثقافية و الحموية جعل مهمة وضع مسار سياحي امرا ليس بالهين على مروجي الخدمات السياحية
الرحلات الاستكشافية و الترفيهية : كما تعمل وكالات السياحة و الاسفار على التعريف بالمقومات السياحية التي تزخر بها الولاية من خلال تنظيم رحلات استكشافية EXCURSIONS الى كل من الحظيرة الوطنية الغابية لبابور ، جبل مقرس ، و شلالات الواد البارد في المنطقة الشمالية و كذا جبل بوطالب في المنطقة الجنوبية .
خدمـــــــات ثقـــافــــيـــــة : المتـــــــاحــف : يعد المتحف معلم تاريخي يقصده زوار ولاية سطيف لاستذكار تاريخ المنطقة و ثقافتها والحضارات التي تعاقبت عليها عبر عصور من الزمن ولقد أصبح مؤسسة متكاملة تلعب دورا هاما في الحفاظ على التراث و نشره ثقافيا و حضاريا ، تضم ولاية سطيف 6 متاحف اثرية و تاريخية منها 04 تحت وصاية مديرية المجاهدين موزعة على 04 بلديات وهي : سطيف ، العلمة ، بني ورثيلان و قصر الابطال . و المسارح (les théâtres): يوجد بولاية سطيف مسرحين جهويين موزعين على بلدييتي سطيف و العلمة ، يقوم بعرض مسرحيات طول السنة و يعرف اقبال من زوار المدينتين .
واخيرا تحتضن ولاية سطيف جميلة بالأخص سنويا فعاليات مهرجان جميلة العربي بمشاركة مجموعة من مشاهير الفن الجزائري و العربي و يستقطب سنويا العديد من السياح الجزائرين و الأجان وأضحت ولاية سطيف قبلة للسياح المحليين أو الأجانب أثناء موسم الاصطياف حيث تم تسجيل أكثر من 15000 زائر / يوميا للمركز التجاري بارك مول، وكذا إحصاء أكثر من 10000 زائر /يوميا لحديقة التسلية خاصة بعد عملية إعادة التهيئة وتجهيزها بألعاب التسلية